الوضع المظلم
الأحد ٠٥ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • تحذيرات كُردية من زيادة التغيير الديموغرافي بـ"عفرين".. بعد سيطرة "النصرة"

تحذيرات كُردية من زيادة التغيير الديموغرافي بـ
مجمع استيطاني قرب قرية ترندة. في عفرين \ تعبيرية

نبهت جهات كردية سياسية وحقوقية من تداعيات هجوم تنظيم "هيئة تحرير الشام\جبهة النصرة" وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة الإرهابي، على منطقة عفرين شمال سوريا.

حيث اتهم حزب كردي تنظيم "الهيئة\النصرة" التي يقودها المدعو "أبو محمد الجولاني"، بتعريض هذه المدينة الكردية لمزيد من الدمار والخراب، ودفع "من تبقى من سكانها الكرد للتشرد والنزوح"، بينما تحدثت منظمات حقوقية محلية عن انتهاكات ارتكبتها مليشيات مسلحة موالية لتركيا تسمى "الجيش الوطني السوري".

وذكر الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، في بيان إن "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) سابقاً "تغزو مدينة عفرين"، لدفعها "نحو المزيد من الدمار والخراب، وبالتالي دفع البقية الباقية من سكانها الأصليين نحو الهجرة والتشرد والنزوح".

اقرأ أيضاً: أنقرة تنتشر في عفرين.. إلى جانب وريثة "النصرة"

ووجد الحزب أن التطورات الميدانية التي تشهدها منطقة عفرين، تأتي في سياق ترتيبات تجريها تركيا لتعزيز موقعها وامتلاك المزيد من الأوراق، في إطار اتصالاتها الجارية مع دمشق برعاية روسية.

وأكمل الحزب الكردي بأن سيطرة "هيئة تحرير الشام" على المنطقة التي كانت خاضعة لنفوذ مليشيات أخرى موالية لتركيا، تأتي استعداداً لتنفيذ خطة تقضي بإعادة مليون لاجئ سوري من تركيا و"توطينهم في منطقة عفرين"، منبهاً من سيناريو لـ"تغيير ديمغرافية عفرين وريفها وتفريغها من سكانها الكُرد".

ومنذ احتلال الجيش التركي وميليشياته السورية لـ"عفرين"، في شهر مارس (آذار) 2018، دأبت منظمات حقوقية على توجيه اتهامات للمجموعات المنتشرة فيها بارتكاب انتهاكات في إطار مسعى لإجبار سكان المنطقة الأكراد على مغادرة منازلهم، وترك ممتلكاتهم وأراضيهم بغية تتريك وتعريب المنطقة وتغيير ديمغرافيتها، ليحل مكانهم نازحون من بلدات الغوطة الشرقية لدمشق ومدن حمص وحماة وحلب، وغيرها من سكان المناطق التي استعادتها القوات النظامية السورية من مليشيات موالية لتركيا.

من طرفها، عرضت رابطة تآزر، وهي منظمة حقوقية سورية تعمل في مناطق "الإدارة الذاتية"، تقريراً بعنوان "فوضى السلاح وانعدام الأمان"، ذكرت فيه أن عمليات الاقتتال الداخلي بين المجموعات المسلحة في عفرين ومحيطها لا تقتصر على وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، وإلحاق الضرر بممتلكاتهم، "بل تتعدى ذلك إلى دفع السكان للتفكير في مغادرة المنطقة".

وذكر عز الدين صالح المدير التنفيذي لـتآزر، في حديث لـصحيفة الشرق الأوسط، إنهم يوثقون الأوضاع في مناطق العمليات التركية بشمال سوريا، كونها "تشهد نزاعات مستمرة تخلف ضحايا أبرياء، والأهم أنها تدفع بقية الكرد للتفكير بمغادرة المنطقة"، متهماً المليشيات المسلحة بممارسة سلوك التعذيب ضد المحتجزين في عهدتها، لافتاً إلى انقسام فصائلي وحالة فوضى مسلحة وانعدام الأمان.

وتعتبر عفرين السورية، ثاني أكبر التجمعات السكانية الكردية بعد مدينة القامشلي في إقليم الجزيرة (محافظة الحسكة)، وتبعد عن مركز محافظة حلب نحو 63 كيلومتراً، وتبلغ مساحتها 3850 كيلومتراً مربعاً، وهي تتبع إدارياً لمحافظة حلب وكان يسكنها قبل عام 2011 أكثر من نصف مليون نسمة، غالبيتهم كان من القومية الكردية، فيما حالياً فتغيب الأرقام والإحصاءات الرسمية، لكن جهات كردية تقدر عدد الكُرد المتبقين فيها بأقل من ثلث عددهم السابق.

من طرفه، ذكر بسام الأحمد المدير التنفيذي لـ"منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، إن مناطق العمليات التركية، من ضمنها مدينة عفرين، تشهد انتهاكات مستمرة مثل الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، وإساءة المعاملة والاستيلاء على الممتلكات الخاصة.

وأشار إلى إن المواجهات الدائرة بين المليشيات في ريف حلب، قد تؤدي إلى "تغيير ديمغرافي فعلي مع اضطرار السكان المحليين من الكُرد للنزوح من مجتمعاتهم".

ليفانت-الشرق الأوسط

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!